الزهايمر.. أسبابه عوامل وراثية واضطرابات وظيفية
تناول عصير الفاكهة 3 مرات في الأسبوع يقلل من احتمال الإصابة به
جدة: د. عبد الحفيظ خوجة
يعتبر
مرض الزهايمر أكثرَ أشكال الخرَف شيوعاً، حيث يصيب حوالي 5% من الرجال،
و6%من النساء، ممن تجاوزت أعمارهم 65 عاماً، وتزداد هذه النسبة لتصبح
حوالي 30% لمن تجاوزت أعمارهم 85 عاماً ـ ومع تقدم العمر ضمن فئات السكان،
يتوقع لهذا الرقم أن يرتفع بسرعة على مدى العشرين عاماً المقبلة ـ ويقدر
عدد المصابين في الولايات المتحدة بـ 4.5 مليون شخص ـ ولقد وُجدَ أن هناك
تراكما غير طبيعي لمادة تسمى «بيتا امايلويد» في دماغ مرضى الزهايمر، وهذه
المادة تؤدي إلى تدمير خلايا الدماغ في مناطق معينة، مما يؤدي إلى تدهور
تدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير.
* اضطراب وظيفي * الدكتورة حصة شرار العتيبي استشارية أمراض باطنية وعصبية ونائبة رئيس
قسم الباطنية بمستشفى الملك فهد بجدة، تعرف مرض الزهايمر أو الخرَف بأنه
عبارة عن اضطراب وظيفي يعمل بشكل تدريجي على تدمير خلايا في الدماغ، والى
ضمور حجم المخ، ويصيب الجزء المسؤول عن التفكير والذاكرة واللغة. وأنه
سُمّي بهذا الاسم نسبة للدكتور الويس الزهايمر، الذي وصف المرض عام 1907.وهناك نوعان من الزهايمر: نوع وراثي، وهذا ينتقل عن طريق الجينات الوراثية
من أحد الوالدين أو كليهما، وهو نوع غير منتشر ويحدث بنسبة 10% لمن هم
أصغر من 65 عاماً، أما النوع الثاني، فهو الفردي، أي لا يحدث عن طريق
الوراثة، ويحدث لمن هم أكبر من 65 عاماً. وعن الأسباب تقول د. حصة العتيبي
إن هناك أسباباً مؤكدة، تؤدي إلى حدوث المرض، وهي التقدم في العمر ووجود
جينات معينة لدى بعض الأشخاص، كما يتعرض أيضاً مرضى متلازمة داون بشكل
كبير لحدوث هذا المرض. وان هناك أسبابا أخرى، لكن نسبتها أقل، مثل
الاكتئاب المزمن، حدوث ضربات شديدة في الرأس. وأيضاً وُجد أن هناك علاقة
بين مستوى تعليم وثقافة الشخص وحدوث مرض الزهايمر، حيث إن مَن كان تعليمه
أقل ونشاطه الفكري أقل، كان أكثر عرضة للمرض.* الأعراض والتشخيص الأعراض تبدأ الأعراض بتدهور في الذاكرة القريبة وليست
الذاكرة البعيدة، إذ يصاب الشخص بالنسيان وسرعان ما يفقد التركيز، إذا تمت
مقاطعته في أشياء أخرى. ونجده أيضاً ينسى أسماء الأشياء، خصوصاً تلك التي
لا يستخدمها يومياً. ونجد كبار السن يخرجون من المنزل ولا يتذكرون
العنوان. ثم تتطور الحالة بفقدان التمييز وعدم معرفة الأماكن وعدم القدرة
على التفكير والحساب والاستيعاب والتحدث والتعلم وتقدير الأمور، بالاضافة
الى زيادة الوساوس والهلوسة، وينتهي الأمر بهم مقعدين لا يستطيعون رعاية
أنفسهم مع حدوث أنواع من التشنج.ويتم تشخيص الزهايمر عن طريق اختبارات الذاكرة بطرق مختلفة، وهي الطريقة
المعتمدة حالياً، مع الأخذ بعين الاعتبار إجراء بعض التحاليل والأشعة وذلك
لاستبعاد الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى ضعف الذاكرة وتشابه مرض الزهايمر.إن الكشف المبكر عن مرض الزهايمر يساعد على سرعة البدء في علاج المشكلة
المرضية قبل أن تتطور. وقد شهدت الأعوام القليلة الماضية، تطوراً في طرق
تشخيص المرض في وقت مبكر، منها تطوير وسيلة لاكتشاف فقدان مستقبلات في
الأنسجة المخية التي يتسبب فيها الزهايمر في مراحله الأولية. وهناك تطور
في تشخيص الزهايمر عن طريق المسح الإشعاعي الذي يقيس نسبة ترسب مادة
الامايلويد في الدماغ قبل ظهور الأعراض. وأيضاً متابعة تغير حجم الدماغ في
المناطق المعرضة للمرض. ويمكن أيضاً التشخيص عن طريق تحليل السائل الشوكي
لقياس نسبة بروتين معين، التحليل الجيني لمادة APOE4، حيث إن 90% من
الأشخاص الذين يحملون هذا الجين معرضون للإصابة بمرض الزهايمر، لكن لا
يوصى بإجراء هذا التحليل بشكل روتيني للأشخاص الذين لم تظهر لديهم
الأعراض، حيث إن بعض الأشخاص الذين لديهم أحد أقربائهم مصاب بالمرض يودون
معرفة ما إذا كانوا سيصابون أم لا، ويطالبون بإجراء الفحص الجيني لهؤلاء
الأشخاص، نقول إنه لا يوصى بإجراء هذا التحليل وهم لا يشتكون من أي أعراض،
لأنهم قد لا يصابون أساساً بالمرض.* العلاج والوقاية توجد، في الوقت الراهن، خمسة عقاقير معتمدة من وكالة
الغذاء والدواء الاميركية FDA، لعلاج أعراض مرض الزهايمر، وهي:
ـ تاكرينTacrine (الاسم التجاري Cognex).
ـ غالانتامين Galantamine (Reminyl).
ـ ريفاستيغمين Rivastigmine (Exelon).
ـ دونيبيزيل Donepezil(Aricept).